يُعد الوزير كمال الشاذلي واحدًا من أبرز رموز الحياة السياسية والبرلمانية في مصر، حيث ارتبط اسمه بمسيرة ممتدة داخل مجلس الشعب تجاوزت الأربعين عامًا، ليصبح صاحب أطول فترة برلمانية في تاريخ البلاد.
ولد كمال الشاذلي في 16 فبراير 1934 بقرية الباجور بمحافظة المنوفية، وبدأ مسيرته السياسية مبكرًا حين انتُخب نائبًا في البرلمان عام 1964 وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، ليستمر ممثلًا لدائرة الباجور حتى آخر أيامه. وكان الشاذلي يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء دائرته الذين اعتبروه الأب الروحي لجمهورية الباجور، ورمزًا سياسيًا منح مدينته ومحافظته ثِقلاً خاصًا على الخريطة السياسية المصرية.
شغل الشاذلي العديد من المناصب المهمة خلال حياته العامة؛ فقد تولى منصب أمين عام الاتحاد الاشتراكي بالمنوفية، ثم منصب وزير الدولة لشئون مجلسي الشعب والشورى من 1993 حتى 2005، كما شغل موقع الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين التنظيم، بجانب دوره كزعيم للأغلبية في مجلس الشعب.
اقرا ايضا:
تكريم أبطال الجمهورية في برنامج “Soro Brain School” لبناء العقول وتحديات المستقبل
جامعة السادات تكرم الصحفي أحمد عبد السميع
وعلى مدار مسيرته، شارك في صياغة ودعم العديد من التشريعات، وظل حاضرًا بقوة في الحياة السياسية المصرية، حتى أصبح مدرسة سياسية خاصة تخرج منها أجيال من القيادات والبرلمانيين.
لم يكن الشاذلي مجرد سياسي أو نائب برلماني، بل كان رمزًا للارتباط بين السياسي وأهله، إذ ظل قريبًا من أبناء دائرته ومشاركًا لهم في أفراحهم وأزماتهم، ما جعل وفاته تمثل خسارة كبيرة على المستويين المحلي والوطني.
ترك خلفه ثلاثة أبناء: محمد، ومعتز، ومنى، فيما بقي اسمه محفورًا في ذاكرة الحياة النيابية كواحد من أبرز رجالاتها وأكثرهم تأثيرًا.